(6) سر أحاديث موت الفجأة

(6) سر أحاديث موت الفجأة
No photo description available.


1
موت الفجأة هو الموت المباغت بدون مرض او اي اسباب ظاهرة كالقتل والحوادث وخلافه وعادة يكون في الشباب الذين يتمعون بصحة جيدة ولا يتوقع موتهم ، وفي الموروث الاسلامي تنتشر عدة احاديث عن موت الفجأة وتدور حول موضوعين :
الأول: ان موت الفجأة علامة غضب إلهي
والثاني: ان انتشاره من علامات يوم القيامة
فلماذا يعتبر موت الفجأة علامة غضب الهي وانتشاره من علامات يوم القيامة؟

2
تبدأ القصة بعد وفاة الخليفة معاوية بن ابي سفيان سنة 60 للهجرة بعد ان اخذ البيعة بالقوة لابنه الشاب يزيد فبدأت الثورات ضد حكم يزيد .. الاولى قادها الحسين بن علي بن ابي طالب في العراق وتم قمعها وقتل الحسين سنة 61 هجري ثم بعدها اعلن اهل المدينة الثورة فتم تجهيز جيش بقيادة القائد "مسلم بن عقبة" وتوجه للمدينة وحدثت وقعة الحرة في أواخر 63 هجرية التي تم فيها استباحة المدينة وهرب ابن الزبير الى مكة وتحصن بها
وبعد ان تم القضاء على الثورة في المدينة توجه الجيش الى مكة في اول عام 64 هجري .. وفي الطريق لمكة مات فجأة القائد " مسلم بن عقبة" فارسل يزيد بتولية "الحصين بن نمير السكوني" على الجيش فاستأنف المسير لمكة وحاصرها وبدأ برميها بالمنجنيق واشعال الحرائق فيها وفي اثناء الحصار جاء الخبر من دمشق بوفاة الخليفة يزيد فجأة وكان عمرة 37 سنه فتولى ابنه "معاوية" الخلافة وكان عمره 18 سنة وبعد توليه الخلافة ب 40 يوم مات فجأة فظهرت ازمة من يخلفه في العائلة الاموية فمال الجناح السفياني لتوليه ابن شقيق معاوية وهو الوليد بن عتبه بن ابي سفيان غير انه وبعد يومين مات فجأة هو الآخر فنشأ الخلاف بين البيت الاموي وبعد مفاوضات ومساومات تولى مروان بن الحكم الخلافة ..
وهذا يعني ان عام 64 هجري وفي خلال ستة اشهر فقط شهد البيت الاموي اربع وفيات مفاجئة بدون اسباب ظاهرة بدأت بوفاة قائد الجيش مسلم بن عقبة ثم وفاة يزيد بن معاوية ثم وفاة معاوية بن يزيد ثم وفاة الوليد بن عتبة ابن ابي سفيان المرشح لخلافة معاوية بن يزيد
وهو ما كان له اثر في تحويل مسار الاحداث فاستعادت المعارضة قوتها واعتبرت ما حدث اشارات الهية وعقاب لبني امية فأعاد ابن الزبير تنظيم صفوفة وبسط سيطرتة على الحجاز واما الشيعة في العراق فأعادوا تنظيم صفوفهم بقيادة سليمان بن صرد وحتى الشام نفسها انشق الضحاك بن قيس على الامويين وطالب لنفسه بالخلافة فكان على مروان بن الحكم ان يقاتل جيش الضحاك اولا ليعيد توحيد الشام وبعد انتصار مروان على الضحاك وتجهيزه لقتال ابن الزبير .. مات مروان فجأة وكان ذلك في سنة 65 فتولى ابنه عبد الملك لتبدا الحرب الثلاثية الاموية الشيعية الزبيرية

3
من خلال ماسبق يتضح ان حالات موت الفجأة التي ضربت البيت الاموي سنة 64 هجري تم استغلالها من المعارضة الشيعية والزبيرية فظهرت احاديث موت الفجأة واغلبها تاتي من طريق اهل العراق واهل الحجاز واشهرها الحديث الوارد في سنن ابي داود ومسند احمد "موت الفجاة أخذة أسف" بمعنى علامة غضب
والحديث كوفي مروي عن عبيد بن خالد السلمي وهو شيعي من اصحاب علي وشهد صفين وعاش الى زمن الحجاج

4
واما علاقة موت الفجأة بعلامات الساعة حيث ورد في عدة احاديث كعلامة من علامات يوم القيامة فذلك لان فترة الصراع الثلاثي كانت تسوق بين كافة الاطراف على انها معركة اخر الزمان وحرب نهاية العالم وتم صياغة الكثير من تفاصيل احداثها على انها احاديث نبوءات اخر الزمان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(1) بانوراما الملأ الاعلى

(10) سر حديث الشؤم في المرأة

(9) سر طلاق المكره