(3) سر حديث لا يقتل مسلم بكافر

(3) سر حديث لا يقتل مسلم بكافر


No photo description available.

روى البخاري في صحيحه تحت باب فكاك الاسير قال: حدثنا أحمد بن يونس (كوفي)، حدثنا زهير (كوفي) ، حدثنا مطرف (كوفي) ، أن عامرا (يعني الشعبي وهو كوفي) ، حدثهم عن أبي جحيفة (صحابي صغير كوفي وقائد شرطة علي بن ابي طالب ) ، قال: قلت لعلي : هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: «لا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن، وما في هذه الصحيفة»، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: «العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر»
والحديث اخرجه البخاري ايضا في عدة مواضع في باب كتاب العلم والديات والقصاص باسانيد كوفية الى علي بن ابي طالب
والملاحظ في الحديث هي صياغته الغريبة فهي تتحدث عن شئ بمنزلة الوحي او يكافئ القرآن كما في سؤال ابي جحيفة وهو الحارس الشخصي لعلي بن ابي طالب وقائد شرطته (بمنزلة وزير داخليته) وورد كذلك في بعض الروايات ان الذي سأل هو الاشتر النخعي وهو اكبر قادة جيش علي (بمنزلة وزير دفاعه) وولاه مصر وهو الذي فرح معاوية بموته كثيرا وقال فيه قولته المشهورة : ان لله جندا من عسل
المفهوم من الحديث ان ابو جحيفة (وزير الداخلية) او الاشتر (وزير الدفاع) سألوا علي بن ابي طالب عن شئ بمنزلة القرآن الوحي وليس منه فأجابهم بثلاثة أشياء مكتوبة في صحيفة وورد في بعض الروايات ان الصحيفة موجودة في قراب سيف علي
والاشياء الثلاثة هي
1 – العقل : الدية وتعني وجوب دفع الدية عن المسلم المرتهن لدى العدو
2 – فكاك الاسير: وجوب العمل لتحرير الاسرى من الاعداء
3 – لا يقتل مسلم بكافر: عدم وجوب تسليم المسلم للكفار للاقتصاص منه

ولهذا الحديث اشبه بميثاق شرف عسكري يتعهد به قادة جيش علي بالالتزام بحماية الموالين المقاتلين لهم بالعمل على حمايتهم بدفع الدية او العمل على تخليصهم من الاسر حال وقوعهم فيه وعدم تسليمهم للاعداء للاقتصاص منهم
والجزئية الاخير في ميثاق الصحيفة هو ما نحن بصدده (لا يقتل مسلم بكافر) ومناسبته هو طمأنة قتله عثمان في صفوف جيش علي واعطائهم الامان بأن عليا لن يسلمهم الى معاوية حال الصلح .. وقد كان المطلب الاول لجيش الجمل بقياة طلحة والزبير وعائشة وجيش صفين بقيادة معاوية في حربهم على علي هو تسليم قتله عثمان .. وقتله عثمان بايعوا عليا وكانوا يمثلون القوة الضاربة في جيشه وكانوا يتخوفون من اي صلح او مفاوضات يفضى الى تسليمهم للاقتصاص
وعلى هذا يكون الكافر في الحديث هنا المقصود به الخليفة عثمان بن عفان وقد كان يكفره قتلته من جيش علي من اهل الكوفة وهم الذين نسبوا الى عائشة انها كفرته بمقولة (اقتلوا نعثلا فقد كفر)
يلاحظ ان راوي الحديث في النسائي عن الاشتر هو قيس بن عباد الضبعي ذكر ابن سعد انه كان ممن يلعن عثمان بن عفان وشارك في ثورة حجر بن عدي على معاوية وثورة ابن الاشعث ضد عبد الملك بن مروان

وتكون شفرة الحديث كالآتي:
وزير الداخلية (ابو جحيفة) او وزير الدفاع (الاشتر النخعي) يسألان القائد الاعلى (علي بن ابي طالب) عن شئ بمنزلة الوحي او القرآن ليس منه (بمعنى يريدان عهدا أوميثاقا في منزلة القرآن في التقديس والالتزام يتعهدان به امام الجيش) فيرد بان في سيفة صحيفة فيها ثلاثة اشياء بمنزلة الوحي (ورمزية السيف هنا تعني القوة التي تحمي الميثاق)
الثلاثة اشياء هي التي تحمي قوام الجيش وتبدد مخاوف الموالين ولاسيما المسألة الاخيرة في تسليم قتلة عثمان والعهود الثلاثة هي
1 – نتعهد بدفع الدية لمن غرم من جيشنا لتخليصه من الاعداء
2 – نتعهد بالعمل جاهدين على تحرير اسرانا
3 – نتعهد بالا نسلم ابدا احد منا لجيش العدو للقصاص منه في قتل احد منهم


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(1) بانوراما الملأ الاعلى

(10) سر حديث الشؤم في المرأة

(9) سر طلاق المكره